[frame="5 10"]
أبيات لهاشم الرفاعي :

مَلكنـــــا هــــذهِ الدنيـــــا قُرونـــــاً *** وأخضَعَها جـــــدودٌ خالـــــدونـا
وسطَّرنا صحــــائفَ من ضيــــــاءٍ *** فما نســــيَ الزمانُ ولا نسينـــا
حملنـاهـا سيــــــــوفاً لامعـــــــاتٍ *** غداةَ الــــروعِ(1) تأبى أنْ تلينا
إذا خرجَتْ من الأغمــــــــادِ يوماً *** رأيتَ الهــــــولَ والفتــحَ المبينـا
وكنُّـا حيــــــــنَ يرمينــــــــا أناسٌ *** نُـؤدِّبهــــمْ أبــــــــاةً قــادريــــــنـا
وكنَّـا حيــــــــنَ يأخُذنـا ولـــــــــي *** بطغيــــــــانٍ ندوسُ لـــــهُ الجبينـا
تفيضُ قُلوبُنا بالهديِ بأســـــــــــاً *** فما نُغضــــي عن الظلــمِ الجُفونا
وما فتىءَ الزمانُ يدور حتــــــى *** مضى بالمجــــدِ قـــــومٌ آخـــرونـا
وأصبحَ لا يُرى في الركبِ قومي *** وقــــــد عــــاشوا أئِمَّــــتَهُ سنيـنـا
وآلمنــــــــي وآلــــــمَ كـلِّ حــــــرٍ *** سؤالُ الدهــــرِ: أين المسلمـونا ؟
تُـــــــرى هـــــــل يرجعُ الماضي ؟ *** فإنــي أذوبُ لذلكَ الماضي حنينا
بَنَينا حُقبـــــــةً فـي الأرض مُلكـاً *** يدعِّمـــــــــهُ شبـابٌ طامحُـــــــونـا
شبابٌ ذَلَّـلوا سُبـلَ المَعـــــــــــالي *** وما عَـــرفوا سوى الإسـلامِ دينا
تَـعَهَّدَهـمْ فـأنبتهمْ نباتـاً كريمـــــاً *** طــــابَ فــــي الدنــــيا غَصــــــونا
همُ وردوا الحيــــــاضَ مباركاتٍ *** فسالتْ عنـــــدَهمْ مــــــاءً مَعـــينا
إذا شهِـــــدوا الوغى كانوا كُماةً *** يـدكُّـــــونَ المعاقـــلَ والحُصـــونا
وإنْ جنَّ(2) المســاءُ فلا تراهم *** مــــن الإشفــــــاقِ إلا ســـاجِدينـا
شبــــــابٌ لـمْ تُحطِّمـهُ الليالــــــي *** ولمْ يُســـــلمْ إلــى الخصمِ العرينا
ولم تشهدُهُمُ الأقــــــــــداحُ يـوماً *** وقـد مـلأوا نواديهــــم مُجـــــونا
وما عــــــــرفوا الأغاني مائعاتٍ *** ولـكـــــنَّ العــــُلا صِيــغَتْ لُحـونا
وقـــــــد دانوا بأعظَمِهِمْ نِضــــالا *** وعلمــــاً، لا بـأجرِئِهــــمْ عـيونا!
فـيتَّحدونَ أخـــــــــلاقاً عــــــِـذاباً *** ويـأتلـــــفُون مُجتمعـــــــاً رزيــنا
فما عَرَفَ الخـــــلاعَةَ فــي بناتٍ *** ولا عـــــَرَف التخنُّثَ فـــــي بنينا
ولـــــم يتشدَّقوا بقــــــشورِ عـلمٍ *** ولـــــمْ يتقيّبوا فـــــــي المُلــحدينا
ولم يتبجحــــــوا فـــــــي كلِّ أمـرٍ *** خطــــيرٍ كـــــــيْ يقـــــالَ مثقفونا
كذلكَ أخـــــرجَ الإسلامُ قومـــــي *** شــــباباً مُخلصاً حــــــــراً أمـيـنا
وعلَّمــــــهُ الكرامةَ كيف تُبنــــى *** فيأبــــــى أنْ يُقـــــَّيدَ أو يـهـــونـا
دعونـــــي من آمــــــــانٍ كاذباتٍ *** فلم أجــــــدِ المُنــــــى إلا ظُنونــا
وهاتوا لــــــي منَ الإيمانِ نوراً *** وقَوُّوا بـيــــنَ جنبــــــيَّ اليَقيــــنـا
أمـــــدُّ يدي فأنتزعُ الرواســـــي *** وأبنِ المـــــجدَ مؤتلـــــقاً مكـــينـا

اتمنى ان تحوذ اعجابكم
[/frame]