سكينه النفس من أهم المواضيع التي نحتاج اليها و عندي في صفحاتي الخاصة هذا الموضوع نقلته يوما من احد الكتب و الحق أنني نسيت كتابة مصدره
أتمنى من العلي القدير أن ينفع ما نقلته الجميع و يرشدنا الهي صراطه المستقيم و يرزقنا راحة النفس و سكينتها
و تقبلوا فائق تحياتي ( ابتسامة رضى )
سكينة النفس
السكينة هي : ما يشعر به الانسان من طمأنينة و راحة نفس ، وهذه السكينة يمكن الوصول اليها و العثور عليها بأبسط الوسائل و العالم المادي يتخبط بحثا عنها ، فالمادة ليس لها أي اتصال بها ... إذا فما هو سر هذه السكينة ؟ و في قلب من تتمركز ؟
قال تعالى ( و من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون )
من خلال هذه الآية الكريمة نستنتج و ندرك أن مصدر هذه السكينة و هذه الراحة النفسية لا تستقر و لا تتمركز الا في قلب المسلم الصادق ايمانه و الراسخة عقيدته الذي استجاب لنداء الفطرة التي فطره الله عليها فعاش معها في سلام و وئام ، لا في حرب و خصام .
قال ابن القيم في كتابه مسالك الدارجين ( في القلب شعث لا يلمه الا الإقبال على الله و فيه وحشة لا يزيلها الا الأنس بالله ، و فيه حزن لا يذهبه الا السرور بمعرفته و صدق معاملته )
و لنا نموذج لحياة شخص عاش بعيدا عن الله و فطرتها ، و هذا قوله : إنني أعيش في خوف دائم و في رعب من الأشياء ، و رعب حتى من نفسي ، لي كل شئ ، و جربت كل شئ ، تحصلت على الثروة و الصحة و المركز و المرأة و الحب و الرجولة ، فلم يجدوني بشئ ـ بل ألقوا بي في شباك الهم و الحزن ، و يتسائل قائلا ( مم هذه الهموم و ليست لدي هموم ، فهمي الأكبر أن أصل و أحقق كل شئ في هذه الدنيا ، فتحصلت على كل ما آمله ، و مع ذلك قلبي يحترق حيرة و خوفا ، و أتسائل أحيانا مم أخاف من الله ؟ ليس له وجود في حياتي .. من المجتمع ؟ انني أحتقره و اهزأ منه ... من أين هذه الإضطراب ؟ لا أدري و لا أفهم !!
أخيرا يقول : انني تائه و ضائع .. أرى الحياة عدوة لي ، رغم أني بلغت قمتها أراها تسخر مني و تهزأ بي .. و الآن عرفت أني أخاف من الحياة نفسها .
و هكذا نرى أخوة الإيمان حقيقة مرة لحياة شخص لم يستجب لنداء الفطرة و لم يملأ بها فراغ قلبه ، بل الخوف و الإضطراب تمركز فيه عند شعوره و خلوه من ذكر الله
قال تعالى ( الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) سورة الرعد :38
ترى من يرضى لنفسه أن تعيش في هذه المأساة و هذا النوع من الحياة ؟ .. أكيد لا يوجد من يختار الهول و الهرج طوال حياته بدلا من الطمأنينة و السكينة لكن أهل المادة لم يعرفوا إليها سبيلا ، لو أدركوا حقيقتها لتهافتوا عليها تهافتهم على المادة نفسها و لأقبلوا عليها من كل حدب و صوب .
و السكينة أخوتي لا تتحقق بالإيمان دون العمل ، نؤمن بالله ثم نعمل فأداة الفرائض و العمل الصالح بأسره يلقي على القلب نورا و انشراحا ، ومن أهمها الصلاة ، نشرت مقالة عن الصلاة للكاتب " الكسيس كاريل " أحد الدكاترة الأمريكيين الحائز على جائزة نوبل جاء فيها : ( ان الصلاة هي أعظم شكل من أشكال الطاقة التي يمكن للإنسان توليدها و هي قوة حقيقة كالجاذبية ، وبما أنني طبيب إلتقيت بأناس فشل العلاج معهم ، ولم يتخلصوا من المرض و الإكتئاب الا الا بعدما لجئوا الى الصلاة ، فالصلاة مثل الراديوم مصدر الإشعاع و الطاقة المولدة ذاتيا .. و من خلال الصلاة يسعى الكائن البشري الى زيادة طاقته المحدودة بمناشدة المصدر المطلق لجميع الطاقات ، وهو الله ، وعندما نصلي نربط أنفسنا بالله الذي يسيطر على الكون و نصلي ليلبي احتياجاتنا و متى خاطبنا الله في صلاة خاشعة نسير بالروح و الجسد نحو الأفضل و لا يمكن أن يصلي أي رجل أو إمرأة دقيقة واحدة من دون أن يحصولا على نتائج جيدة ")
هذا ملخص ما قاله الدكتور ، وكل ما قاله و كتبه حقيقة و صواب ، و هذا يؤكده لنا قول الله تعالى حيث يقول : ( و استعينوا بالصبر و الصلاة ، وانها لكبيرة الا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم و انهم إليها راجعون )
و قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم : ( جعلت قرة عيني في الصلاة ) و اذا حان وقتها قال لبلال في لهفة و شوق ( أرحنا بها يا بلال )
فما دامت الصلاة في هذه الدرجو نفعا للإنسان فلنبادر لتوفية حقها و الإهتمام بها و اعلاء شأنها حتى نضمن لنا – بحول الله – حياة الدارين في أمن و طمأنينة و راحة نفسية و سكينة دائمة
مواقع النشر (المفضلة)