استمرارا للغة رسائل التفجيرات التي اعتاد عليها اللبنانيون منذ اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري هزّ انفجاران استهدفا حافلتين للركاب في منطقة المتن الشمالي، ذات الغالبية المسيحية، الوضع اللبناني امنيا وسياسيا، بينما كان يعيش لبنان هدنة غير معلنة استعدادا لإحياء الذكرى الثانية لاغتيال الحريري اليوم.
واستهدفت عملية التفجير حافلتي ركاب تعملان على خط بتغرين ـ بيروت، حيث انفجرت عبوتان زرعتا داخلهما بفارق عشر دقائق ما ادى الى مقتل 3 اشخاص وجرح نحو 23.
وتقع منطقة المتن الشمالي في قلب التناقضات المسيحية، فهي أولا مسقط رأس اميل لحود رئيس الجمهورية، ومعقل للنائب ميشال عون الذي يتزعم كتلتها النيابية بالتحالف مع «زعيمها السابق» خلال مرحلة الوجود السوري النائب ميشال المر. كما انها المعقل الرئيسي لزعامة آل الجميل.
واللافت في عملية التفجير أنها الأولى من نوعها التي تستهدف أشخاصا عاديين منذ العام 1994، اذ استهدفت العمليات الاخرى، التي سبقت اغتيال الحريري وتلته، قيادات سياسية واماكن سكنية وصناعية .واعتبر رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ان الذين يقفون وراء اغتيال رفيق الحريري «هم انفسهم الذين ارتكبوا الاعتداء المزدوج». وحمل بيان لتحالف 14 اذار، الذي يمثل الأكثرية النيابية سورية «المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء، واتهام هذا النظام بمحاولة عرقنة لبنان، أي جعل لبنان عراقا ثانيا».
المصدر : الشرق الاوسط
مواقع النشر (المفضلة)