هل تعاني من مشكلة بتسجل الدخول ؟ و لا يمكنك استرجاع كلمة المرور بسبب مشكله بعنوان بريديك الالكتروني المسجل بالمنتدى؟ انقر هنا لكي تتواصل معنا و سوف نقوم بمساعدتك!

أضف اعلانك هنا

كن مساهما في التطوير

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الخطاب العربي الإسلامي بين جنون العظمة .. وجنون الاضطهاد

  1. #1
    عضو فعّال
    الصورة الرمزية king1
    الحالة : king1 غير متصل
    رقم العضوية : 29
    تاريخ التسجيل : Jul 2002
    الدولة : عــمـــــــان الــحـــــــبيبـــــــة
    المشاركات : 307
    Rep Power : 22
    Array

    الخطاب العربي الإسلامي بين جنون العظمة .. وجنون الاضطهاد


    الخطاب العربي الإسلامي

    بين جنون العظمة .. وجنون الاضطهاد


    بقلم : صلاح عيسى




    أكتب هذا المقال قبل ساعات من انعقاد الاجتماع التداولي الذي دعي إليه "عمرو موسى" الأمين العام لجامعة الدول العربية ، مائة من المفكرين والمثقفين والإعلاميين العرب والمسلمين للتداول في أساليب مواجهة الحملة التي تعرض لها المسلمون في الغرب ، بعد أحداث الثلاثاء الدامي وهو الاجتماع الذي بدأ صباح أمس بالمقر الرئيسي للجامعة العربية لينتهي مساء اليوم الثلاثاء .

    الهدف من الاجتماع هو تصحيح الصورة الخاطئة ، التي راجت بحسن –أو بسوء –نية، عن الإسلام ، ونسبت إليه أنه دين يخص اتباعه على رفض الآخر ، ويحل لهم استخدام العنف مع الأغيار ، حتى لو كانوا من المسلمين تنفيذاً لإعلان "عمرو موسى" –في ذروة الغارة على الإسلام والمسلمين في الغرب – عن اعتزام الجامعة العربية ، القيام بجهد ، للتأكيد على أن العلاقة بين الحضارات والثقافات ، هي علاقة حوار لا صدام .

    ومن الطبيعي أن يتخوف البعض ، من أن يكون الاجتماع مجرد تسديد خانة ، انطلاقا من أن الجامعة العربية ، ليس لها إرادة مستقلة عن إرادة حكومات الدول الأعضاء ، وبالتالي فإن ما سوف يتوصل إليه من مقترحات على محدوديتها سوف يظل رهين حسابات السياسات الداخلية والخارجية –بل والمالية –لتلك الحكومات ، تتعاون –وتسخو –في دعم تنفيذ ما يحلو لها منها ، وتتقاعس – وتبخل وتعرقل ما لا يتفق منها مع حسابات المصالح السياسية وغير السياسية .

    نحن باختصار أمام موضوع ، لا يمكن أن ندلف إليه إلا من الباب السياسي ، وتلك هي المعضلة ، التي دفعت الذين اقترحوا جدول أعمال الاجتماع للهرب من مناقشة الموضوع إلى مناقشة الشكل ، ومن تحليل الحملة الغربية على الإسلام ، إلى الدخول فوراً في أساليب مواجهتها ، بافتراض أن هناك اتفاقاً عاماً بينهم على أن علاقة بين الحضارات هي علاقة حوار وتفاعل وليست علاقة عداء وتصادم مع أن تصويرها على هذا النحو لا يقتصر على الغرب ، لا بمعنى أدق على تيارات أو عناصر منه ، بل إنه يمتد ليشمل كذلك عناصر منا ليست قليلة أو محدودة النفوذ والتأثير

    واستعراض سريع للخطاب السياسي والفكري العربي والإسلامي ، بعد أحداث الثلاثاء الدامي ، يكشف عن أن الحديث عن صدام الحضارات ، ليس ابتكاراً غربياً ، ولكنه يكاد يكون ابتكاراً عربياً إسلامياً، أو على الأقل هو ابتكار مشترك فما أكثر الذين كتبوا وأذاعوا وهتفوا ، بأن الحملات والتحرشات التي تعرض لها العرب والمسلمون ولا يزالون ، هي استئناف للحروب الصليبية ، وأن ما يسمى بالحملة ضد الإرهاب هي حرب دينية ، وما أكثر الذين استشهدوا سراً وعلناً ، بالآية القرآنية الكريمة "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" لكي يؤكدوا صحة تحليلهم ، من دون أن يعودوا إلى أسباب النزول ، لكي يتأكدوا من أنهم يستشهدون بكلام الله عز وجل في السياق الصحيح.

    والحقيقة أننا لا نستطيع أن نبحث في أساليب المواجهة من دون أن نحلل خطاب الحملة الغربية ضدنا أولا من دون أن نحدد المسؤولية عنه

    ثانياً لنعرف : هل يقوم هذا الخطاب على أكاذيب يسهل علينا تفنيدها ، أو أنه يستند إلى حقائق ، يتوجب علينا أن نعترف بها وأن نسعى لتغييرها . . وما مدى مسئوليتنا وحجم وطبيعة القصور في أدائنا في كل حالة ؟

    والحديث عن تحديد المسؤولية ، ليس من الأمور المستحبة لدينا نحن العرب والمسلمين ، خاصة إذا كان سوف ينتهي بتعليق فأسها في رقبة الذين يبحثون في الموضوع ، ثم إن هذا التحديد من وجهة نظر التيار الغالب على الخطاب العربي الإسلامي قبل الثلاثاء الدامي ، وبعده ، لا ضرورة له عندهم من الأصل ، فإسرائيل موجودة ، وأمريكا متوافرة ، وأوروبا أكثر ما الهم على القلب ، وهؤلاء –منفردين ومجتمعين –مسئولون عن كل كارثة تحدث لنا ، أو مصبية تحيق - أو حاقت - بنا : من النكبة إلى النكسة ، ومن أم المعارك إلى الثغرة ، ومن الثلاثاء الدامي إلى عاصفة الصحراء إلخ

    إذ من الثابت تاريخياً ، أن هؤلاء الغربيين الكفرة الملاعين يتآمرون علينا ، ويغارون منا ، ولا يخافون من أحد –بعد سقوط الاتحاد السوفيتي – إلا منا ، بحكم ما حققناه من تقدم حضاري ـ في كل مجال (!!)

    جعلنا "الخطر الأخضر" الذي يرتعبون من مجرد ذكر اسمه ، ولا يكفون طوال الوقت عن رسم الخطط والمؤامرات ، لتعطيل زحفه !!

    ذلك فخ متقن لخداع النفس ، حفرته لنا تيارات فكرية غريبة ارتفع صوتها منذ انتصار الثورة الإيرانية ، وظل يتصاعد حتى تخلق منه ما بات يعرف الآن "الإسلاموفوبيا" أي إشاعة الرعب لدى المواطن الأوروبي والأمريكي من الإسلام والمسلمين ، وتصويرهم باعتبارهم وحوشاً بدائية تتربص بالغرب وتسعى لتدمير حضارته ، وهي فكرة تصاعدت في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية اللذين كانا يقومان –على امتداد 70 سنة – بدور "البعبع المخيف" للمجتمعات الغربية الرأسمالية ، منذ انتصار الثورة الشيوعية عام 1917.

    لا خطأ في القول : إن هناك عوامل مصطنعة ومصالح سياسية غربية وراء إشاعة هذه الفكرة ، من بينها سعي إسرائيل والحركة الصهيونية لتأجيج العداء للعرب والمسلمين في الغرب ، حتى تحتفظ بانحيازه ودعمه لها ، باعتبارها قاعدة أوروبية متقدمة ، تدافع عن مصالح هذا الغرب وقيمه ، تحاصرها شعوب بدائية معادية له

    ومن بينها محاولة النظم الرأسمالية إيجاد "عدو بديل" للاتحاد السوفيتي تتوحد حول العداء له شعوب الغرب فتحافظ على وحدة مجتمعاتها ، وتخفف من تأثير التناقضات الداخلية على استقرارها ، وتحول دون توجه هذا العداء نحو النظم التي تحكمها .

    ولا خطأ –كذلك – في القول بأن شيوع هذه الأفكار فيما بيننا لم يكن بعيداً عن عوامل اصطنع بعضها النظام العربي ، لنفس الأسباب التي دعت النظم الغربية لاصطناعهما ، لكي يصرف أنظارنا عن استبداده ، ويصدر مشاعر العداء له إلى خارج الحدود ، ويعلق فأس المسئولية عن أخطائه في رقبه غيره ، حتى لو كان هذا الغير مسئول عن جانب منها ، واصطنع القسم الأعظم منها ، الأصوليون الإسلاميون الذين وجدوا أن ترويجهم لها يستقطب إليهم جماهير عديدة ، تتناوشها مشاعر إحباط لا تعرف لها أسباب.

    أما المهم فهو أن تصديقنا –نحن العرب والمسلمين – لخرافة أننا أصبحنا نهدد الغرب ، وأنه لا يكف عن التآمر علينا ، قد أصابنا بمركب نفسي هو مزيج من جنون العظمة .. وجنون الاضطهاد .

    وهكذا بلع بعضنا بل ربما أكثرنا الطعم ، وأشاع الاعتقاد بأن حضارتنا –في وضعها الراهن – أفضل لأنها حضارة روحية أخلاقية ، وليست مادية منحلة ، كما هو حال حضارة الغرب ، وعاد هؤلاء إلى الماضي ليعيشوا في "يوتوبيا رجعية" تجتر تواريخ قرون ازدهار الحضارة العربية الإسلامية ، التي كان العرب والمسلمون خلالها يشكلون تحدياً حقيقياً للحضارة الغربية حين كانت لا تزال غارقة في ظلومات القرون الوسطى ..

    وتسلطت هذه الفكرة عليهم ، حتى تحولت إلى حالة متأخرة من الغرور القومي أقرب ما تكون إلى جنون العظمة .. من دون أن يتنبهوا إلى خطأ ما يقيسون عليه ، بعد أن انقلب الوضع ، فانهارت حضارتنا ، بينما ازدهرت الحضارة الغربية ، ومن دون أن يقرءوا واقع العرب والمسلمين اليوم ، وإلا لأدركوا أن بلادهم الفقيرة والمتخلفة والتي تعاني الجوع للطعام والجوع للعلم والجوع للعدل والجوع للحرية ، لا يمكن أن تشكل أي تحد حضاري للغرب ، أو أن تخيفه .

    وكان لا بد وأن تولد عن التناقض بين واقع العرب والمسلمين ، وبين أحلام اليقظة التي غرق فيها الواهمون تلك الوساوس المتسلطة عليهم ، بأن كل ما يحدث لنا من مصائب وكوارث ونكسات وهزائم ، يأتي من هذا الغرب ، الذي تفرغ للتآمر علينا وإضعافنا مع إنه ليس في الإمكان أضعف مما هو كائن عل نحو كان لا بد معه أن يختل حكمهم عل كل شيء يأتي من الغرب ، وأن ينظروا إليه باعتباره مؤامرة أو حلقة من مؤامرة ، وأن يشغلهم ذلك عن محاولة البحث عن مسئوليتهم هم أنفسهم عما يحيق بهم من كوارث ومصائب ، وفي حين يبدو هذا الخطاب شديد الثورية في الظاهر ، فهو في الحقيقة خطاب يدعو لليأس ، ويكرس العجز عن الفعل ، إذ ما الذي نستطيع أن نفعله ونحن نواجه ترسانة غربية ، متقدمة ، تتنصت على كل ما نفعله وتتحكم حتى في غرائزنا ، وتسكن قصور حكامنا وتحركنا جميعاً بالريموت كونترول .

    وهذا المركب النفسي الذي يجمع بين "جنون العظمة" و"جنون الاضطهاد" هو أحد أهم العوامل وراء موجة التزمت الديني التي ينطق أصحابها من اليقين بأن ما يسمونه تخلي العرب والمسلمين عن أصول دينهم في منابعه الأولى ، وتسلل الفكر الغربي والتنظيمات وأنماط السلوك الغربية إليهم ، هو الذي جلب عليهم الوهن والضعف ، لأنه أحد تجليات المؤامرة على الإسلام ، مما يقود فصائل منهم ، إلى ممارسة العنف ضد الحكومات الإسلامية ، لأنها –في رأيهم – لا تحكم بما أنزل الله ، أو لأنها تحالف الغرب أو تتعاون معه . وهذا المركب النفسي هو الذي يقود هذه الفصائل لممارسة هذا العنف ضد هذا الغرب ، الذي تصطلح على تسميته بـ "الغرب الصليبي الكافر" ليعطي كل ذلك مدداً جديداً ، للذين اصطنعوا في الغرب خرافة الخطر الأخضر.

    وإذا كان من الخطأ تجاهل الحقيقة أن وراء الحملة الغربية ، ضد الإسلام والمسلمين –فضلا عن العوامل السياسية المصطنعة –عناصر إفرنجية متعصبة أو عنصرية ، فمن الخطأ –كذلك – أن نتجاهل مسئوليتنا ، أو على الأقل مسئولية بعضنا عن إمداد تلك الحملة ، بالأدلة والقرائن ، التي تستطيع أن تستخدمها للبرهنة على صحة ما تنسبه إليها .

    وربما تكون الأوضاع البائسة التي يعيشها العرب والمسلمون في الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا ، بعد أحداث الثلاثاء الدامي التي لم تقتصر على الاحتكاكات اليومية ، بل ووصلت –في أمريكا وبريطانيا –إلى حد تقنين المعاملة الاستثنائية لهم وراء حرص الأمين العام للجامعة العربية ، على أن يركز الاجتماع ، على الاقتراحات العملية والتنظيمية ، لشن حملة مضادة وسريعة ، لعلها تخفف عنهم بعض ما يواجهونه ، أو تحول –على الأقل – دون مزيد من تدهور الموقف.

    لكن ذلك لا ينفي أن المشكلة أعقد من أن تحل بحملة علاقات عامة مهما كان اتساعها ، لأن جوهرها ، يكمن في إننا نفتقد أصلاً لخطاب عربي وإسلامي ، يمكن أن يقنع الغرب ، بخطأ ما يشاع فيه من تصورات عن الإسلام والمسلمين ، لسبب بسيط وواضح ، هو أن الخطاب الراهن –بصرف النظر عن مدى إسلاميته – يؤكد هذه الشكوك ، ولا ينفيها .

    ومما يزيد المشكلة تعقيداً ، هو ذلك التداخل إلى حد التماهي بين الخطاب الإسلامي الذي يصدر عن المؤسسات الدينية الرسمية في معظم أنحاء العالمين العربي والإسلامي ، وبين الخطاب الذي يصدر عن الجماعات الإسلامية ، سواء كانت معتدلة أو متطرفة بل إن خطاب الصدام بين الحضارات أصبح يشمل تيارات يفترض أنها في الأصل تيارات وافدة من أوروبا ، ومن بينها عناصر من التيار القومي ، بل ومن التيار الماركسي كذلك ، ومع أن أحد لا ينكر التباينات في موقف المؤسسات والجماعات الإسلامية في كثير من الأمور الفقهية والسياسية ، بما في ذلك تباين في موقفها من أحداث الثلاثاء الدامي ، إلا أن الحدود فيما بينها تكاد تتلاشى إذا ما تعلق الأمر ، بالقضيتين المحوريتين ، اللتين تستند إليهما الحملة الغربية ضد الإسلام .

    أما القضية الأولى ، فهي تتعلق بالدولة المدنية الدستورية ، التي تتخذها معظم الدول الغربية أساساً لنظامها السياسي ، وهي دول تقوم على أساس احترام حقوق المواطنة ، والمساواة بين كل مواطنيها في الحقوق والواجبات ، بصرف النظر عن ألوانهم وأنواعهم وأديانهم وعقائدهم السماوية والأرضية ، انطلاقاً من قاعدة أن المواطنين ماداموا يتساوون في التكاليف العامة –وهي التجنيد الإجباري ودفع الضرائب –فلا بد للحكومة أن تضمن لهم كل الحقوق والحريات العامة ، من الحق في الترشيح والانتخاب وتشكيل –والانضمام إلى –الأحزاب السياسية ، إلى الحق في تولي الوظائف العامة والحق في التظاهر السلمي والإضراب ، ومن حرية الصحافة والنشر والإبداع الأدبي والفني إلى حرية العقيدة –الدينية والأرضية – وحرية ممارسة الشعائر الدينية .

    باختصار ، فإن الدولة الحديثة تقوم على مبدأ "الأمة مصدر السلطات" وبالتالي ، فلا بد وأن تكون بالضرورة دولة علمانية ، أو غير مذهبية ، فهي لا تنحاز إلى الأديان ، أو المذاهب الدينية أو الأرضية التي يعتنقها أو يؤمن بها بعض مواطنيها ، حتى لو كانوا يشكلون الأغلبية ، ولا تميزهم في الحقوق والواجبات ، ومهمتها الأساسية هي إدارة الحوار بين كل الأطراف وتنظيم الاحتكام إلى صندوق الانتخابات ، لكي تحدد الأمة السياسة التي تتبعها الحكومة ، لا العقيدة التي تؤمن بها لأن الدولة المذهبية سواء كانت دينية أو غير دينية ، لا بد وأن تنحاز لمذاهبها وأن تضطهد الذين يؤمنون بغيره .

    ذلك تصور يكاد يكون هناك إجماع بين كل من المؤسسات العربية الرسمية ، والهيئات الشعبية –ذات الطابع الإسلامي –على فضه فهناك إجماع معلن أو مضمر على الأخذ بنظرية "الحاكمية" التي تقوم على تفسير خاص للآيات القرآنية التي تكفر أو –تحكم بالفسوق – من لم يحكم بما أنزل الله ، وهو المنطق الذي يقف وراء حملة المنتمين لتيار الإسلام السياسي ، على اختلاف مواقفهم ، وحملة المؤسسات الدينية الرسمية ، على "العلمانية" وهي حملة تقرن بينها وبين "الإلحاد" مع أن "العلمانية" ليست نقيض "الدين" ولمنها نقيض "الدولة الدينية" ومع أن هؤلاء يزعمون عادة أن الإسلام لا يعرف شيئا اسمه "الدولة الدينية" إلا أنهم بهجومهم المخطط على "العلمانية" وتكفيرهم كل من يدعو إليها ، يكشفون عن أنهم يسعون بالفعل إلى إقامة "دولة الدينية" فالمنطق الذي ينطلقون منه، هو المنطق الذي أشاعه المرحوم سيد قطب ، حين أعتبر كل محاولة من البشر للتشريع لأنفسهم بأنفسهم ، بما يوافق زمانهم "طاغوتا" ينتزع حق الله عز وجل في التشيع ، ومع أن هؤلاء يزعمون عادة أنهم ديمقراطيون ، إلا أنهم يتجاهلون أن العلمانية –في معناها السياسي – هي مبدأ الأمة مصدر السلطات ، الذي يكفل للناس الحق في أن يشرعوا لأنفسهم ، بما يوافق زمانهم ، وهو لا يعني الخروج من مقاصد الشرائع السماوية .

    أما القضية الثانية ، فهي قضية موقف التيار الإسلامي –الرسمي والشعبي –من "حرية العقيدة" فالأصوات التي تأخذ بالتفسير الصحيح للنص القرآني وتقر أن الإسلام لم يضع أي قيود على حرية العقيدة ، وأن النصوص القرآنية صريحة في كفالة حق الإنسان في أن يختار عقيدته ، لا تزال أصوات قليلة ، بالمقارنة التيار السائد في الحركة الإسلامية المعاصرة ، الذي يصادر على هذا الحق ، على نحو ظاهر ، يلح –أحياناً – على تطبيق حد الردة على الذين يمارسونه ، لو حتى يدافعون عنه.

    هاتان قضيتان محوريتان ، يستغلهما الغربيون الذين يحرضون على الإسلام والمسلمين ، في الحملة عليهما ، لأن الموقف منهما ، هو أساس القبول الآخر ، وأساس الحرص على احترام حريته في اختيار نظام الحكم الذي يحكمه ، العقيدة التي يؤمن بها ، وهما تتطلبان جهداً فكرياً ، ينتهي بأن نصوغ بشأنهما موقفاً جديداً ، لا لكي نتواءم مع الغرب ، وندافع عن أنفسنا وعن ديننا أمامه، مع أنه لا عيب في ذلك ، بل أساساً لأن لنا مصلحة ، في أن تتحول الدول العربية والإسلامية ، إلى دول مدنية عصرية ، تستمتع بما يتمتع به الغرب من حرية وديموقراطية .

    خلاصة القول ، إن الحملة المضادة للخطاب الأوروبي والأمريكي المعادي للإسلام والمسلمين ، لا تتطلب –فقط – البحث عن وسائل وأدوات ، بل تتطلب أساسا البحث عن خطاب إسلامي جديد ، حتى لا نظل أسرى لذلك الخطاب الذي يتراوح بين جنون العظمة . .وجنون الاضطهاد .






    نشر في جريدة القاهرة الثلاثاء –27 نوفمبر 2001





  2. #2
    عضو متميز
    الحالة : العاصمي غير متصل
    رقم العضوية : 6285
    تاريخ التسجيل : Jun 2002
    الدولة : يقولوا في البيت
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 15,997
    Rep Power : 37
    Array

    اقول الأخ كينج1 :
    ما حصلت خط أكبر عن هذا شوي :)





  3. #3
    عضو فعّال
    الصورة الرمزية king1
    الحالة : king1 غير متصل
    رقم العضوية : 29
    تاريخ التسجيل : Jul 2002
    الدولة : عــمـــــــان الــحـــــــبيبـــــــة
    المشاركات : 307
    Rep Power : 22
    Array

    أخوي سعيد ممكن تنقل الموضوع بالعام ... ترى راسي داير اليوم شوي





  4. #4
    عضو متميز
    الحالة : العاصمي غير متصل
    رقم العضوية : 6285
    تاريخ التسجيل : Jun 2002
    الدولة : يقولوا في البيت
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 15,997
    Rep Power : 37
    Array

    اشوف حتى أنا





معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إعلان الدوحة مقرا دائما للحوار الإسلامي الأميركي
    بواسطة ساهر في المنتدى الرمسة العامة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 31-01-07, 11:08 PM
  2. العبور الى سيناء والجولان حطم اسطورة التفوق "الاسرائيلي"
    بواسطة بوحمد في المنتدى الرمسة العامة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 15-11-06, 02:30 PM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-11-06, 01:06 AM
  4. جنون البقر ينتقل إلى الماعز؟؟؟
    بواسطة بحور قطر في المنتدى Health Corner
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-02-05, 12:31 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •